{الْحَمد لله الَّذِي لَهُ مَا فِي السموت وَمَا فِي الأَرْض} أَي: لَهُ ملك السَّمَوَات وَالْأَرْض. وَيُقَال: خلق مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْض.
وَقَوله: {وَله الْحَمد فِي الْآخِرَة} فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا: أَن مَعْنَاهُ لَهُ الْحَمد فِي الأولى وَالْآخِرَة على مَا قَالَ فِي مَوضِع آخر. وَفِي الأولى وَالْآخِرَة وَجْهَان: أَحدهمَا: أَنَّهُمَا الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَالْآخر: أَنَّهُمَا السَّمَوَات وَالْأَرْض.
وَالْقَوْل الثَّانِي: أَن قَوْله: {وَله الْحَمد فِي الْآخِرَة} وَهُوَ مَا جَاءَ من ذكر الْحَمد عَن أهل الْجنَّة، وَهُوَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَآخر دَعوَاهُم أَن الْحَمد لله رب الْعَالمين} ، وَفِي قَوْله: {الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنَّا الْحزن} ، وَفِي قَوْله: {الْحَمد لله الَّذِي صدقنا وعده} .
وَقَوله: {وَهُوَ الْحَكِيم الْخَبِير} أَي: الْحَكِيم فِي ملكه، الْخَبِير بخلقه.