قَوْله تَعَالَى: {الله الَّذِي خَلقكُم من ضعف} وَقُرِئَ: " من ضعف " بِالْفَتْح وَالضَّم جَمِيعًا، وهما بِمَعْنى وَاحِد. وَالْأولَى " من ضعف " بِالضَّمِّ لما رُوِيَ عَن عَطِيَّة أَنه قَالَ: " قَرَأت على عبد الله بن عمر هَذِه الْآيَة، فقرات: " من ضعف " بِالنّصب، فَقَالَ: " من ضعف " بِالضَّمِّ، وَقَالَ: أَخذ على رَسُول الله كَمَا أَخَذته عَلَيْك ".
وَقَوله: {من ضعف} أَي: من مَاء مهين، وَقيل: من ذِي ضعف.
وَقَوله: {ثمَّ جعل من بعد ضعف قُوَّة} أَي: شبَابًا، وَهُوَ وَقت الْقُوَّة.
وَقَوله: {ثمَّ جعل من بعد قُوَّة ضعفا وَشَيْبَة} وَهُوَ الْهَرم والشيب، [والشيب] : نَذِير الْمَوْت، قَالَ الشَّاعِر:
(رَأَيْت الشيب من نذر المنايا ... لصَاحبه وحسبك من نَذِير)
وَقَوله: {يخلق مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيم الْقَدِير} ظَاهر الْمَعْنى.