تفسير السمعاني (صفحة 4792)

17

قَوْله تَعَالَى: {إِنَّمَا تَعْبدُونَ من دون الله أوثانا} أَي: أصناما.

وَقَوله: {وتخلقون إفكا} أَي: وتصنعون كذبا، وَقَالَ قَتَادَة: تخلقون إفكا؛ أَي: أصناما. وسمى الْأَصْنَام إفكا لأَنهم سَموهَا آلِهَة. فَإِن قيل: قد قَالَ: {وتخلقون} وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {هَل من خَالق غير الله} أَي: لَا خَالق غير الله، فَكيف وَجه التَّوْفِيق بَين الْآيَتَيْنِ؟ وَالْجَوَاب عَنهُ: أَن الْخلق بِمَعْنى التَّقْدِير هَاهُنَا، قَالَ الشَّاعِر:

(ولأنت تفرى مَا خلقت ... وَبَعض الْقَوْم يخلق ثمَّ لَا يفرى.)

وَيُقَال: وتخلقون إفكا أَي: تنحتون الْأَصْنَام بِأَيْدِيكُمْ وتعبدونها. وَحكى أَن بنى حنيفَة اتَّخذُوا صنما من الخيس - وَهُوَ التَّمْر مَعَ السّمن - ثمَّ إِنَّه أَصَابَتْهُم مجاعَة فأكلوه، قَالَ الشَّاعِر:

(أكلت حنيفَة رَبهَا ... زمن التفحم والمجاعة)

(لم يحذروا من رَبهم ... سوء العواقب والتباعة)

قَوْله تَعَالَى: {إِن الَّذين تَعْبدُونَ من دون الله لَا يملكُونَ لكم رزقا فابتغوا عِنْد الله الرزق} أَي: فَاطْلُبُوا عِنْد الله الرزق.

وَقَوله: {واعبدوه واشكروا لَهُ إِلَيْهِ ترجعون} ظَاهر الْمَعْنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015