تفسير السمعاني (صفحة 3826)

31

وَقَوله: {حنفَاء لله غير مُشْرِكين بِهِ} . قَالَ أهل التَّفْسِير: كَانَت قُرَيْش يَقُولُونَ: من حج واحتنف وضحى، فَهُوَ حنيف، فَقَالَ الله تَعَالَى: {حنفَاء لله غير مُشْرِكين بِهِ} يَعْنِي أَن (الحنيفة) إِنَّمَا يتم بترك الشّرك، وَمن أشرك لَا يكون حَنِيفا، وَقد بَينا معنى الحنيف من قبل.

وَقَوله: {وَمن يُشْرك بِاللَّه فَكَأَنَّمَا خر من السَّمَاء} أَي: سقط من السَّمَاء، وَفِي بعض الْأَخْبَار عَن بعض الصَّحَابَة أَنه قَالَ: " بَايَعت رَسُول الله أَن لَا أخر إِلَّا مُسلما " أَي: لَا أسقط مَيتا إِلَّا مُسلما.

وَقَوله: {فتخطفه الطير} أَي: تسلبه الطير وَتذهب بِهِ.

وَقَوله: {أَو تهوي بِهِ الرّيح فِي مَكَان سحيق} . أَي: تسْقط بِهِ الرّيح فِي مَكَان بعيد، وَمعنى الْآيَة: أَن من أشرك فقد هلك، وَبعد عَن الْحق بعدا لَا يصل إِلَيْهِ بِحَال مَا دَامَ مُشْركًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015