تفسير السمعاني (صفحة 3483)

{فَلَبثت سِنِين فِي أهل مَدين ثمَّ جِئْت على قدر يَا مُوسَى (40) واصطنعتك لنَفْسي (41) اذْهَبْ أَنْت وأخوك بآياتي وَلَا تنيا فِي ذكري (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْن إِنَّه طَغى (43) } الْجَمْرَة، ثمَّ من قَتله القبطي، ثمَّ فراره إِلَى مَدين ... إِلَى آخر الْقِصَّة على مَا يرد، وَجعل يَقُول كلما ذكر شَيْئا من هَذَا: ذَلِك (من) الْفُتُون يَا ابْن جُبَير، حَتَّى عد عَلَيْهِ الْجَمِيع.

وَقَوله: {فَلَبثت سِنِين فِي أهل مَدين} يَعْنِي: تراعي الأغنام.

وَقَوله: {ثمَّ جِئْت على قدر يَا مُوسَى} أَي: على قدر النُّبُوَّة والرسالة. قَالَ ابْن عَبَّاس: وَلم يبْعَث الله نَبيا إِلَّا على رَأس أَرْبَعِينَ سنة، وَجَاء مُوسَى ربه، وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة؛ فنبأه الله وأرسله، فَهَذَا معنى قَوْله: {ثمَّ جِئْت على قدر يَا مُوسَى} . وَقيل مَعْنَاهُ: جِئْت على موعد يَا مُوسَى، وَلم يكن هَذَا الْموعد مَعَ مُوسَى، وَإِنَّمَا كَانَ موعدا فِي تَقْدِير الله تَعَالَى. وَيُقَال: وافيت فِي الْوَقْت الَّذِي قدرت أَي: توافى فِيهِ، قَالَ الشَّاعِر:

(نَالَ الْخلَافَة إِذْ كَانَت لَهُ قدرا ... كَمثل مُوسَى الَّذِي وافى على قدر)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015