تفسير السمعاني (صفحة 3407)

80

وَقَوله: {ونرثه مَا يَقُول} قَرَأَ ابْن مَسْعُود: " ونرثه مَا عِنْده " فَإِن قيل: القَوْل كَيفَ يُورث وَالْمَعْرُوف {ونرثه مَا يَقُول} ؟ ! وَالْجَوَاب عَنهُ قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: ونرثه مَا زعم أَن لَهُ مَالا وَولدا، أَي: لَا يُعْطِيهِ، وَيُعْطِي غَيره، فَيكون الْإِرْث رَاجعا إِلَى مَا تَحت القَوْل، لَا إِلَى نفس القَوْل.

وَيجوز أَن يكون معنى قَوْله: {ونرثه مَا يَقُول} أَي: ونرثه مَا عِنْده، على مَا قَرَأَ ابْن مَسْعُود.

وَفِي الْآيَة قَول ثَالِث: وَهُوَ أَن معنى قَوْله: {ونرثه مَا يَقُول} أَي: نَحْفَظ مَا يَقُول حَتَّى يجاز بِهِ.

وَقَوله: {ويأتينا فَردا} أَي: فَردا لَا أنصار لَهُ، وَلَا أعوان، وَقيل: هُوَ فِي معنى قَوْله: {وَلَقَد جئتمونا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أول مرّة} الْآيَة وَحَقِيقَته: أَنه يأتينا وَلَا مَال لَهُ وَلَا ولد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015