تفسير السمعاني (صفحة 3247)

61

قَوْله تَعَالَى: {وَإِذ قُلْنَا للْمَلَائكَة اسجدوا لآدَم} قد ذكرنَا معنى السُّجُود فِي سُورَة الْبَقَرَة، وَاخْتِلَاف النَّاس فِيهِ. وَقَوله: {فسجوا إِلَّا إِبْلِيس قَالَ أأسجد لمن خلقت طينا} مَعْنَاهُ: لمن خلقته طينا. وَقَوله: {طينا} نصب على الْحَال أَي: فِي حَال طينته، وَفِي الْآيَة حذف، وَمَعْنَاهُ: أأسجد لمن خلقته من طين، وخلقتني من نَار، وللنار فضل على الطين، فَإِن النَّار تَأْكُل الطين. وَلم يعلم الْخَبيث أَن الْجَوَاهِر كلهَا من جنس وَاحِد؛ وَالْفضل لما فَضله الله تَعَالَى. وَفِي الطين من الْمَنَافِع مَا يقادم مَنَافِع النَّار، أَو يرقى عَلَيْهَا، وللطين من كرم الطَّبْع مَا لَيْسَ للنار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015