قَوْله تَعَالَى: {إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء إِذا أردناه} فَإِن قيل: قد قُلْتُمْ بِأَن الْمَعْدُوم لَيْسَ بِشَيْء، وَقد جعل الله هَاهُنَا الْمَعْدُوم شَيْئا حَيْثُ قَالَ: {إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء إِذا أردناه} وَمَعْنَاهُ: أردنَا تكوينه.
وَالْجَوَاب: أَن الْأَشْيَاء الَّتِي قدر الله كَونهَا هِيَ فِي علم الله كالكائنة (الْقَائِمَة) ؛ فاستقام قَوْله: {إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء إِذا أردناه} وَقيل: إِن هَذَا على طَرِيق الْمجَاز، وَمَعْنَاهُ: إِنَّمَا يكون شَيْئا إِذا أردنَا تكوينه.
وَقَوله: {أَن نقُول لَهُ} مَعْنَاهُ: أَن نقُول لأَجله: {كن فَيكون} أَي: كن فَكَانَ، وقرىء بقرائتين. " فَيكون " بِالنّصب، " وَيكون " بِالرَّفْع.
أما بِالرَّفْع مَعْنَاهُ: فَهُوَ يكون، وَأما بِالنّصب فَهُوَ منسوق على قَوْله: {أَن نقُول} وَذَلِكَ يَقْتَضِي النصب.