تفسير السمعاني (صفحة 2952)

{أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يعْملُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر وَأعْرض عَن الْمُشْركين (94) إِنَّا كَفَيْنَاك الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) } غير مراقب لأحد، وَقد كَانَ رَسُول الله مختفيا إِلَى [أَن] أنزل الله تَعَالَى هَذِه الْآيَة، وَأمره بالظهور، وَقَالَ بَعضهم: معنى قَوْله: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر} أَي: أفرق بِالْقُرْآنِ بَين الْحق وَالْبَاطِل، وَذكر مُجَاهِد أَن معنى قَوْله: {فَاصْدَعْ} أَي: اجهر بِالْقُرْآنِ، وَقد كَانَ يقْرَأ (مسرا) خوفًا من الْمُشْركين؛ فَأمره الله تَعَالَى بالجهر وَألا يُبَالِي بهم.

والصدع فِي اللُّغَة مَأْخُوذ من الظُّهُور، وَمِنْه الصديع اسْم للصبح، قَالَ الشَّاعِر:

(كأنهن ربابة وَكَأَنَّهُ ... يسر يفِيض على القداح ويصدع)

قَوْله تَعَالَى: {وَأعْرض عَن الْمُشْركين} أَي: عَن جوابهم؛ لِأَن السَّفِيه لَا يسافه مَعَه إِلَّا سَفِيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015