تفسير السمعاني (صفحة 2949)

91

وَقَوله: {الَّذين جعلُوا الْقُرْآن عضين} قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عضين مَأْخُوذ من الإعضاء، (وَزعم) الْفراء: أَنه من الْعضَاة. وَقَالَ الْكسَائي: يجوز أَن يكون مِنْهُمَا، وَمعنى الْآيَة أَنهم جعلُوا الْقُرْآن أبعاضا وأجزاء، فَقَالَ بَعضهم: إِنَّه أساطير الْأَوَّلين، وَقَالَ بَعضهم: إِنَّه كهَانَة، وَمَا أشبه هَذَا.

وَفِي الْآيَة قَول آخر: وَهُوَ أَن معنى قَوْله: {عضين} يَعْنِي: سموهُ سحرًا، والعضة هِيَ السحر، فَتكون العضة والعضين بِمَعْنى وَاحِد، مثل عزة وعزين، قَالَ الشَّاعِر:

(وَلَيْسَ دين الله بالمعضي ... )

أَي: بالمتفرق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015