تفسير السمعاني (صفحة 2889)

41

قَوْله تَعَالَى: {قَالَ هَذَا صِرَاط عَليّ مُسْتَقِيم} أَكثر أهل الْمعَانِي على أَن الْآيَة للتهديد والوعيد، كَالرّجلِ يَقُول لغيره: طريقك عَليّ، مسيرك إِلَيّ، أَي: لَا تفلت مني. وَهَذَا فِي معنى قَوْله تَعَالَى: {إِن رَبك لبالمرصاد} أَي: على طَرِيق الْخلق.

وَالْقَوْل الثَّانِي فِي الْآيَة: أَن معنى قَوْله: {هَذَا صِرَاط عَليّ} أَي: إِلَيّ.

وَقَوله {مُسْتَقِيم} أَي: بأَمْري وإرادتي.

وَالْقَوْل الثَّالِث: صِرَاط عَليّ مُسْتَقِيم أَي: عَليّ استقامته بِالْبَيَانِ والبرهان والتوفيق وَالْهِدَايَة، وَقَرَأَ الْحسن وَابْن سِيرِين: " هَذَا صِرَاط عَليّ مُسْتَقِيم " أَي: رفيع، وعبروا عَنهُ: رفيع من أَن ينَال، مُسْتَقِيم من أَن يمال، وَقَالَ الشَّاعِر فِي الصِّرَاط بِمَعْنى الطَّرِيق:

(أَمِير الْمُؤمنِينَ على صِرَاط ... إِذا اعوج الْمَوَارِد مُسْتَقِيم)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015