تفسير السمعاني (صفحة 2786)

18

قَوْله تَعَالَى: {مثل الَّذين كفرُوا برَبهمْ أَعْمَالهم} وَمَوْضِع الْمثل فِي قَوْله: {كرماد اشتدت بِهِ الرّيح} يَعْنِي: ذهبت الرّيح المشتدة بِهِ.

وَقَوله: {فِي يَوْم عاصف} فِيهِ مَعْنيانِ.

أَحدهمَا: أَنه وصف الْيَوْم بالعاصف؛ لِأَن فِيهِ العصوف، كَمَا يُقَال: يَوْم حَار وَيَوْم بَارِد، أَي: فِيهِ الْحر وَالْبرد، قَالَ الشَّاعِر:

(يَوْمَيْنِ غيمين وَيَوْما شمسا ... )

وَالْمعْنَى الثَّانِي: فِي يَوْم عاصف أَي: فِي يَوْم عاصف الرّيح، قَالَ الشَّاعِر:

(ويضحك عرفان الدروع جلودنا ... إِذا جَاءَ يَوْم مظلم الشَّمْس (كاسف))

أَي: كاسف الشَّمْس.

وَقَوله {لَا يقدرُونَ مِمَّا كسبوا على شَيْء} لِأَن أَعْمَالهم قد ذهبت وَبَطلَت كالرماد الَّذِي ذهبت بِهِ الرّيح العاصف.

وَقَوله: {ذَلِك هُوَ الضلال الْبعيد} الْخَطَأ الطَّوِيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015