تفسير السمعاني (صفحة 2736)

28

وَقَوله تَعَالَى: {الَّذين آمنُوا وتطمئن قُلُوبهم بِذكر الله} أَي: تسكن قُلُوبهم بِذكر الله، وَقيل: تستأنس قُلُوبهم بِذكر الله، والسكون بِالْيَقِينِ، وَالِاضْطِرَاب بِالشَّكِّ، قَالَ الله تَعَالَى فِي شَأْن الْمُشْركين: {إِذا ذكر الله وَحده اشمأزت قُلُوب الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة} أَي: اضْطَرَبَتْ، وَقَالَ فِي الْمُؤمنِينَ {الَّذين آمنُوا وتطمئن قُلُوبهم بِذكر الله} .

وَقَوله: {أَلا بِذكر الله تطمئِن الْقُلُوب} مَعْنَاهُ: أَلا بِذكر الله تسكن الْقُلُوب، وطمأنينة الْقلب بِزَوَال الشَّك مِنْهُ واستقرار الْيَقِين فِيهِ، فَإِن قَالَ قَائِل: أَلَيْسَ الله تَعَالَى قَالَ: {وجلت قُلُوبهم} فَكيف توجل وتطمئن فِي حَالَة وَاحِدَة؟ وَالْجَوَاب: أَن الوجل بِذكر الْوَعيد وَالْعِقَاب، والطمأنينة بِذكر الْوَعْد وَالثَّوَاب، فَكَأَنَّهَا توجل إِذا ذكر عدل الله وَشدَّة حسابه، وتطمئن إِذا ذكر فضل الله وَكَرمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015