{بخس دَرَاهِم مَعْدُودَة وَكَانُوا فِيهِ من الزاهدين (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ من مصر لامْرَأَته أكرمي مثواه} بِثمن بخس: زيوف. وَقيل: بِثمن بخس أَي: قَلِيلا.
اخْتلفُوا، كم كَانَ الثّمن؟ قَالَ مُجَاهِد: كَانَ [اثْنَيْنِ وَعشْرين] درهما، وَالإِخْوَة أحد عشر رجلا، فاقتسموا وَأخذ كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ سوى يهوذا فَإِنَّهُ لم يَأْخُذ شَيْئا. وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: باعوه بِعشْرين درهما. وَقيل: [باعوه] بِأَرْبَعِينَ.
قَوْله {دَرَاهِم مَعْدُودَة} يَعْنِي: أَنهم عدوها عدا وَلم يزنوها وزنا لقلتهَا. وَقَالَ: إِنَّهُم كَانُوا لَا يزنون مَا دون الْأُوقِيَّة وَهُوَ أَرْبَعُونَ درهما.
وَقَوله: {وَكَانُوا فِيهِ من الزاهدين} يَعْنِي: (أَنهم) لم يكن لَهُم رَغْبَة فِي يُوسُف؛ لأَنهم لم يعرفوا كرامته على الله. وَقيل: إِنَّهُم كَانُوا فِي الثّمن من الزاهدين على معنى أَنه لم يكن قصدهم الثّمن؛ إِنَّمَا قصدهم تبعيد يُوسُف عَن أَبِيه.