قَوْله تَعَالَى: {إِنِّي توكلت على الله رَبِّي وربكم} مَعْنَاهُ: اعتمدت على الله رَبِّي وربكم. وَقَوله: {مَا من دَابَّة إِلَّا هُوَ آخذ بناصيتها} مَعْنَاهُ: مَا من دَابَّة إِلَّا وَهِي فِي قَبضته وتنالها قدرته، وَخص الناصية بِالذكر؛ لِأَن الإذلال والإقماء فِي أَخذ الناصية.
وَقَوله: {إِن رَبِّي على صِرَاط مُسْتَقِيم} فِيهِ أَقْوَال:
أَحدهَا: أَن مَعْنَاهُ: إِن رَبِّي يعْمل بِالْعَدْلِ، وَإِن كَانَ قَادِرًا على كل شَيْء، فَلَا يعْمل إِلَّا بِالْإِحْسَانِ وَالْعدْل.
وَالثَّانِي: {إِن رَبِّي على صِرَاط مُسْتَقِيم} مَعْنَاهُ: إِن دين رَبِّي على صِرَاط مُسْتَقِيم.
وَالثَّالِث: قَوْله {إِن رَبِّي على صِرَاط مُسْتَقِيم} هُوَ فِي معنى قَوْله: {إِن رَبك لبالمرصاد} يَعْنِي: إِنَّه على طَرِيق الْخلق أجمع.