قَوْله تَعَالَى: {لَا جرم} فِيهِ قَولَانِ:
أَحدهمَا: لاجرم يَعْنِي: حَقًا {أَنهم فِي الْآخِرَة هم الأخسرون}
وَالْقَوْل الثَّانِي: أَن قَوْله: {لَا} رد لما قَالُوا، وَقَوله: {جرم} ابْتِدَاء كَلَام، وجرم بِمَعْنى: كسب، قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَقَد طعنت أَبَا عُيَيْنَة طعنة ... جرمت فَزَارَة بعْدهَا أَن يغضبوا)
يَعْنِي: كسبتهم الْغَضَب. وَقَالَ آخر:
(نصبنا رَأسه فِي رَأس جذع ... بِمَا جرمت يَدَاهُ وَمَا اعتدينا.)
فَمَعْنَى الْآيَة: جرم أَي: كسب لَهُم كفرهم التباب والخسران.