تفسير السمعاني (صفحة 2333)

3

قَوْله تَعَالَى: {وَأَن اسْتَغْفرُوا ربكُم ثمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} قَالَ أهل الْمعَانِي: إِنَّمَا قدم الْمَغْفِرَة على التَّوْبَة؛ لِأَنَّهَا هِيَ الْمَطْلُوبَة بِالتَّوْبَةِ.

وَفِي بعض الْأَخْبَار: " مَا أصر من اسْتغْفر وَإِن عَاد سبعين مرّة ". وَفِي بعض الْأَخْبَار: " لَا صَغِيرَة مَعَ الْإِصْرَار، وَلَا كَبِيرَة مَعَ الاسْتِغْفَار ".

وَفِي الْآيَة قَول آخر: أَن معنى قَوْله: {وَأَن اسْتَغْفرُوا ربكُم} يَعْنِي: فِي الْمَاضِي {ثمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} يَعْنِي: فِي المستأنف.

قَوْله: {يمتعكم مَتَاعا حسنا} مَعْنَاهُ: يعيشكم عَيْشًا حسنا. وَقيل: يعمركم عمرا حسنا. وَأما الْعَيْش الْحسن: قَالَ بَعضهم: هُوَ الرِّضَا بالميسور، وَالصَّبْر على (الْمُقدر) . وَقيل: الْعَيْش الْحسن: هُوَ طيب النَّفس وسعة الرزق. وَيُقَال: الْعَيْش الْحسن: هُوَ الْكِفَايَة بالحلال. وَقَوله {إِلَى أجل مُسَمّى} أَي: إِلَى حِين الْمَوْت.

وَقَوله: {وَيُؤْت كل ذِي فضل فَضله} فِيهِ قَولَانِ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015