تفسير السمعاني (صفحة 2206)

21

قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا أذقنا النَّاس رَحْمَة من بعد ضراء مستهم} الذَّوْق: تنَاول مَاله طعم بفمه ليجد طعمه، فَأَما الرَّحْمَة هَاهُنَا فِيهَا قَولَانِ:

أَحدهمَا: أَنَّهَا الْعَافِيَة، وَالْآخر: أَنَّهَا الخصب وَالنعْمَة.

وَالضَّرَّاء فِيهَا قَولَانِ:

أَحدهمَا: أَنَّهَا الشدَّة، وَالْآخر: أَنَّهَا الجدب والقحط.

{مستهم} أَي: أَصَابَتْهُم. وَقَوله تَعَالَى: {إِذا لَهُم مكر فِي آيَاتنَا} الْمَكْر: صرف الشَّيْء عَن وَجهه بطرِيق الْحِيلَة. قَالَ مُجَاهِد: {إِذا لَهُم مكر فِي آيَاتنَا} أَي: تَكْذِيب واستهزاء.

وَقَوله تَعَالَى: {قل الله أسْرع مكرا} يَعْنِي: أَشد أخذا. وَيُقَال: مَعْنَاهُ: إِن مَا يَأْتِي من الْعَذَاب من قبله أسْرع فِي إهلاككم مِمَّا يَأْتِي مِنْكُم فِي دفع الْحق وتكذيبه.

وَقَوله: {إِن رسلنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ} مَعْنَاهُ مَعْلُوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015