تفسير السمعاني (صفحة 2029)

{كَمَا يقاتلونكم كَافَّة وَاعْلَمُوا أَن الله مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النسيء زِيَادَة فِي الْكفْر

وَقد صَحَّ عَن النَّبِي بِرِوَايَة أبي بكرَة أَنه قَالَ: " أَلا إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض، السّنة اثْنَا عشر شهرا مِنْهَا أَرْبَعَة حرم 000 " الْخَبَر.

قَوْله: {ذَلِك الدّين الْقيم} أَي: ذَلِك الْحساب الصَّحِيح.

قَوْله: {فَلَا تظلموا فِيهِنَّ أَنفسكُم} اخْتلفُوا فِي هَذَا على قَوْلَيْنِ:

أَحدهمَا: أَن قَوْله: {فَلَا تظلموا فِيهِنَّ} ينْصَرف إِلَى الْأَشْهر الْأَرْبَعَة.

وَالثَّانِي أَنه منصرف إِلَى جَمِيع أشهر السّنة، وَهَذَا محكي عَن ابْن عَبَّاس.

وَأما الظُّلم فِي هَذَا الْموضع: فَهُوَ ترك الطَّاعَة وَفعل الْمعْصِيَة.

وَقَوله: {وقاتلوا الْمُشْركين كَافَّة كَمَا يُقَاتِلُوكُمْ كَافَّة} أَي: قَاتلُوا جَمِيع الْمُشْركين كَافَّة كَمَا قَاتلُوا جميعكم.

قَوْله: {وَاعْلَمُوا أَن الله مَعَ الْمُتَّقِينَ} من الظُّلم بالنصرة وَالظفر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015