تفسير السمعاني (صفحة 1082)

{وَلَا ليهديهم سَبِيلا (137) بشر الْمُنَافِقين بِأَن لَهُم عذَابا أَلِيمًا (138) الَّذين يتخذون الْكَافرين أَوْلِيَاء من دون الْمُؤمنِينَ أيبتغون عِنْدهم الْعِزَّة فَإِن الْعِزَّة لله جَمِيعًا (139) وَقد نزل عَلَيْكُم فِي} لَا يقبل مِنْهُ، وَيقتل؛ لقَوْله - تَعَالَى -: {لم يكن الله ليغفر لَهُم} .

وَأكْثر أهل الْعلم على أَنه: تقبل تَوْبَته، وَيحْتَمل أَن تكون الْآيَة فِي الْمُنَافِقين، وَقوم من أهل الْكتاب، كَانُوا يُؤمنُونَ بِاللِّسَانِ، ثمَّ يرجعُونَ إِلَى الْكفْر، ثمَّ يأْتونَ، فيؤمنون، ثمَّ يرجعُونَ إِلَى الْكفْر.

{لم يكن الله ليغفر لَهُم} فَإِن قيل: أيش معنى قَوْله - تَعَالَى -: {لم يكن الله ليغفر لَهُم} ، وَمَعْلُوم أَن الله لَا يغْفر الْكفْر؟ قيل: أجَاب النقاش فِي تَفْسِيره أَن مَعْنَاهُ: أَن الْكَافِر إِذا أسلم، يغْفر لَهُ كفره السَّابِق، فَهَذَا الَّذِي أسلم، ثمَّ كفر ثمَّ أسلم، ثمَّ كفر، لَا يغْفر كفره السَّابِق الَّذِي كَانَ يغْفر لَو ثَبت على الْإِسْلَام {وَلَا يهْدِيهم سَبِيلا} أَي: طَرِيقا إِلَى الْحق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015