وهي سبع عشرة آية مكية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (1) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (4)
قوله تعالى: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ قال سعيد بن جبير: سألت ابن عباس- رضي الله عنهم- عن قوله: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ فقال: وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ وسكت فقلت له: مالك؟ فقال: والله ما أعلم منها، إلا ما أعلم ربي. يعني: تفسير الآية ما ذكر في هذه الآية، وهو قوله: والنجم الثاقب. يعني: هو الطارق. وروي عن ابن عباس، - رضي الله عنهما- في رواية أخرى. وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ قال الطارق الكواكب التي تطرق في الليل، وتخفى في النهار، وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ على وجه التعجب والتعظيم.
ثم بيّن فقال النَّجْمُ الثَّاقِبُ يعني: هو النجم المضيء. وقال مجاهد: الثَّاقِبُ الذي يتوهج. وقال الحسن البصري الثَّاقِبُ هو النجم، حين يرسل على الشياطين، فيثقبه، يعني: فيحرقه. وقال قتادة: النَّجْمُ الثَّاقِبُ يعني: يطرق بالليل، ويخنس بالنهار فأقسم الله تعالى بالسماء ونجومها. ويقال: بخالق السماء ونجومها إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ وهذا جواب القسم، يعني: ما من نفس إلا عليها حافظ من الملائكة، يحفظ قولها وفعلها. قرأ عاصم وحمزة، وابن عامر، إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها بتشديد الميم، والباقون لَمَّا عَلَيْها بالتخفيف، فمن قرأ بالتشديد، فمعناه ما من نفس إلا وعليها حافظ، فيكون لما بمعنى إلا، ومن قرأ بالتخفيف جعل ما مؤكدة، ومعناه كل نفس عليها حافظ.
[سورة الطارق (86) : الآيات 5 الى 10]
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (7) إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9)
فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (10)
ثم قال: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ يعني: فليعتبر الإنسان من ماذا خلق. قال بعضهم:
نزلت في شأن أبي طالب، ويقال نزلت في جميع من أنكر البعث. ثم بين أول خلقهم ليعتبروا