[سورة التغابن (64) : الآيات 16 الى 18]

فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)

ثم قال عز وجل: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ يعني: على قدر ما أطقتم. وَاسْمَعُوا يعني: اسمعوا ما تؤمرون به من المواعظ. وَأَطِيعُوا يعني: وأطيعوا الله والرسول. وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ

يعني: تصدقوا خيراً، يعني: وأنفقوا من أموالكم في حق الله تعالى لِأَنْفُسِكُمْ يعني: ثوابه لأنفسكم، ويكون زاداً لكم إلى الجنة. ويقال معناه: تصدقوا خيراً لأنفسكم من إمساك الصدقة. وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ يعني: يدفع البخل عن نَفْسِهِ، فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ يعني: الناجين السعداء.

وقوله تعالى: إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يعني: صادقاً من قلوبكم. يُضاعِفْهُ لَكُمْ يعني: القرض يضاعف حسناتكم. ويقال: يُضاعِفْهُ لَكُمْ يعني: الله تعالى يضاعف القرض لكم، فيعطي للواحد عشرة. إلى سبعمائة، إلى ما لا يحصى. وَيَغْفِرْ لَكُمْ يعني: يغفر لكم ذنوبكم. وَاللَّهُ شَكُورٌ يعني: يقبل اليسير ويعطي الجزيل. حَلِيمٌ لا يعجل بالعقوبة لمن يبخل. ثم قال: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، وقد ذكرناه. الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يعني: العزيز في ملكه، الحكيم في أمره، سبحانه وتعالى، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015