ضعفين. لأن كرامتهن كانت أكثر. فجعل العقوبة عليهن أشد. وهذا كما روي عن سفيان بن عيينة أنه قال: يغفر للجاهل سبعون ما لا يغفر للعالم واحد.

ثم قال: وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً يعني: هيّناً. قرأ ابن كثير وعاصم في إحدى الروايتين مُبَيِّنَةٍ بنصب الياء. وقرأ الباقون: بالكسر. وقرأ ابن كثير وابن عامر: نُضَعِّفْ بالنون وتشديد العين، - لها العذابَ- بنصب الباء، ومعناه: لها العذاب. وقرأ أبو عمرو:

يضعّف بالياء والتشديد وضم الباء في العذاب على معنى فعل ما لم يسم فاعله. وقرأ الباقون: يُضاعَفْ وهما لغتان. والعرب تقول: تضعف الشيء وضاعفه.

ثم قال: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ أي: تطع منكن الله ورسوله وَتَعْمَلْ صالِحاً يعني: تعمل بالطاعات فيما بينها وبين ربّها نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ يعني: ثوابها ضعفين وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً يعني: ثواباً حسناً في الجنة. قرأ حمزة والكسائي: وَيَعْمَلْ صالحا بالياء. وقرأ الباقون بالتاء. فمن قرأ بالياء فللفظ مَنْ لأن لفظها لفظ واحد مذكر. كما اتفقوا في قوله: وَمَنْ يَقْنُتْ. ومن قرأ بالياء ذهب إلى المعنى، وصار منكن فاصلاً بين الفعلين. وقرأ حمزة والكسائي يؤتها بالياء يعني: يؤتها الله. وقرأ الباقون بالنون على معنى الإضافة إلى نفسه.

ثم قال عز وجل: يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ يعني: لستنّ كسائر النساء.

فقال: لستن كأحد. ولم يقل: كواحد. لأن لفظ الأحد يصلح للواحد والجماعة، وأما لفظ الواحد لا يصلح إلا للواحد.

ثم قال عز وجل: إِنِ اتَّقَيْتُنَّ يعني: إن اتقيتن المعصية وأطعتن الله ورسوله فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ يعني: لا تلنَّ بالقول. ويقال: لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فأنتن أحق الناس بالتقوى وتم الكلام.

ثم قال: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ يعني: لا ترفقن بالقول وهو اللين من الكلام. ومعلوم أن الرجل إذا أتى باب إنسان والرجل غائب، فلا يجوز للمرأة أن تلين القول معه.

ثم قال: فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ يعني: فجوز. وقال عكرمة هو شهوة الزنى.

ويقال: الميل إلى المعصية وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً يعني: صحيحاً جميلاً. ويقال: قولاً حسناً يعني: ليناً. ويقال: لا يقلن باللين فيفتن، ولا بالخشن فتؤذين وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً بين ذلك.

قال عز وجل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ قرأ نافع وعاصم وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ بالنصب.

والباقون: بالكسر. فمن قرأ بالكسر فمعناه: اسكن في بيوتكنَّ بالوقار. وهو من وقر يقر وقاراً. ويقال: هو من التقرير. ويقال: قر يقر وأصلهُ قررن. ولكن المضاعف يراد به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015