وقال مخلد بن الحسين (?): سمعت بعض أصحاب أنس رضي الله عنه قال: يقول أولهم دخولًا: إنما أدخلني الله تعالى أولهم لأنه ليس أحد أفضل مني. ويقول آخرهم دخولًا: إنما أخرني الله عَزَّ وَجَلَّ لأنه ليس أحد أعطاه الله مثل ما أعطاني (?).
109 - قوله عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي}.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: قالت اليهود: يَا محمَّد، تزعم أنا قد أوتينا الحكمة وفي كتابك {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} (?) ثم تقول {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (?) فكيف يكون هذا؟ فأنزل الله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} أي ماؤه {قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} وحكمه وعجائبه (?).
وقرأ أهل الكوفة (إلَّا عاصمًا) (?) (ينفد) بالياء (?) لتقدم الفعل، {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} عونًا وزيادة، وفي مصحف أُبَيّ رضي الله عنه