لا تكون {أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى} أكثر وأعلى {مِنْ أُمَّةٍ}.
قال مجاهد (?): وذلك (?) أنهم وكانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون الأكثر، فنهاهم الله -عز وجل- عن ذلك {إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ} يختبركم بأمره إياكم بالوفاء بالعهد {وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} في الدنيا.
93 - قوله -عز وجل-: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً}
على ملة {وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ} بخذلانه إياهم عدلًا منه {وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} بتوفيقه إياهم فضلًا منه {وَلَتُسْأَلُنَّ} يوم القيامة {عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
94 - قوله -عز وجل-: {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا}
خديعة وفسادًا {بَيْنَكُمْ} فتغرون بها الناس فيسكنوا إلى أيمانكم ويأمنون ثم تنقضونها وتخشون فيها {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} فتهلكوا بعد ما كنتم آمنين. والعرب تقول لكل (?) مبتلى بعد عافية أو ساقط في ورطة بعد سلامة: زلَّتُ قَدَمُه كقول الشاعر:
سيمنع منك السبق إن كنت سابقًا ... (?) ... وللطم إن زلت بك القدمان