فأوحى الله تعالى إليه: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي: بعد اليوم. {إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} فأقبل نوح على عمل الفلك، ولهى عن قومه، وجعل يقطع الخشب، ويضرب الحديد، ويهيئ عدة الفلك (?) من القار وغيره، مما لا يصلحه إلَّا هو، وجعل قومه يمرّون به وهو في ذلك من عمله فيسخرون منه (?)، ويقولون: يَا نوح، قد صرت نجّارا بعد النبوة. وأعقم الله أرحام النساء ثلاث سنين، فلا يولد لهم ولد (?).
قال (?): ويزعم أهل التوراة أن الله تعالى أمره أن يصنع الفلك (?) من خشب السَّاج، وأن يصنعه أَزْوَر (?) وأن يطليه القار (?) من داخله وخارجه، وأن يجعل طوله ثمانين ذراعًا، وعرضه خمسين ذراعًا، وبابه في عرضه وطوله في السماء ثلاثين ذراعًا، الذراع (?) إلى