قال: كعب - رضي الله عنه -: فلما سلّمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لي وهو يستنير استنارة القمر -وكان إذا سُرَّ بالأمر استنار-: "أبشر يا كعب! بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أمك"، فقلت: يا رسول الله، أمن عند الله، أم عندك؟ قال: "بل من عند الله"، ثم تلا عليهم {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ} إلى قوله {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، فقلت: يا نبي الله، إن من توبتي أن لا أحدِّث إلَّا صادقًا، وأن أنخلع من مالي كُلِّه صدقة إلى الله -عز وجل- ورسوله، فقال: "أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك"، قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، قال: فما أنعم الله عليَّ بنعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صدقته أنا وصاحباي أن لا نكون كذبنا فهلكنا، كما هلكوا، وإني لأرجو أن لا يكون الله -عز وجل- أبلى أحدًا في الصدق مثل الذي أبلاني، ما تعمدت بكذبة (?) بعدُ، وإن لأرجو أن يحفظني الله -عز وجل- فيما بقي. فهذا ما انتهى إلينا من حديث الثلاثة الذين خلفوا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015