فلمّا كان ليلة الأحد خرج صالح -عليه السلام- من بين أظهرهم، ومَنْ أسلم معه إلى الشام، فنزل رَمْلَة فلسطين (?). فلمّا أصبح القوم تكفّنوا وتحنّطوا، وكان حنوطهم الصَّبر (?) والمَقر (?)، وكانت أكفانهم الأنْطَاع (?)، ثمّ ألقوا بأنفسهم بالأرض، فجعلوا يقلّبون أبصارهم إلى السماء مرّة وإلى الأرض مّرة، لا يدرون من أين يأتيهم العذاب، فلمّا اشتد الضحى من يوم الأحد أتتهم صيحة من السماء، فيها صوت كلّ صاعقة، وصوت كل شيء له صوت في الأرض، فقطّعت قلوبهم في صدورهم، فلم يبق منهم صغير ولا كبير إلاّ هلك، كما قال الله تعالى: {فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} (?) إلاّ جارية مقعدة، يقال لها: ذريعة بنت سِلْق، وكانت كافرة شديدة العداوة لصالح -عليه السلام-، فأطلق