دنت منهم نظروا إلى الإبل والرجال تطير بهم الريح بين السماء والأرض. فلمّا رأوها تبادروا إلى البيوت، فلمّا دخلوا، دخلت عليهم فأهلكتهم فيها، ثمّ أخرجتهم من البيوت، فلمّا أهلكهم الله، أرسل عليهم طيرًا سودًا، فنقلتهم إلى البحر فألقتهم فيه، ولم يخرج ريح قط إلاّ بمكيال، إلاّ يومئذ، فإنّها (خرجت بغير كيل) (?)، عتت على الخزنة فغلبتهم، فلم يعلموا كم كان مكيالها (?).
وقال أبو الطفيل عامر بن وَاثِلَة: سمعت عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول لرجل من حضرموت: هل رأيت كثيبًا أحمر يخالط مَدَرة (?) حمرة، ذا أرَاك وسِدْر كثير، بناحية كذا وكذا (?) من حضرموت؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، والله إنّك لتنعته نعت رجل قد رآه، فقال: لا، ولكنّي قد حُدِّثت عنه، فقال الحضرمي: وما شأنه يا أمير المؤمنين؟ قال: فيه قبر هود صلوات الله عليه (?).