وقوله -عز وجل-: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} يعني لأجلسنّ لبني آدم على طريقك القويم وهو الإِسلام، كما قال الله تعالى: {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} (?) (يعني عن أمر ربّكم) (?).
ورُوِيَ عن سَبْرَة بن أبي الفاكِه أنَّه سمع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الشيطان قعد لابن آدم بأَطْرُقِهِ، (فقعد له) (?) بطريق الإِسلام، فقال: أتسلم وتذر دينك ودين (?) آبائك؟ فعصاه فأسلم، ثمّ قعد له بطريق الهجرة، فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك، وإنَّما مثل المهاجر (كمثل الفرس) (?) في الطِّوَلِ (?)، فعصاه وهاجر، ثمَّ قعد له بطريق الجهاد، وهو جَهْدُ النفس والمال، فقال: أتقاتل فتُقْتَل فَتُنْكَح المرأَةُ ويُقَسَّمُ المال فعصاه فجاهد" (?).