عذابنا، فكذبهم في قولهم: إن الله رضي منا ما نحن عليه؛ لأنه لو لم يرضه وأراد غيره، لحال بيننا وبينه.
والدليل على أن التكذيب ورد في هذا، لا في قولهم: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا}.
قوله: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: من التكذيب، ولو كان ذلك خبرا من الله جل ثناؤه عن كذبهم في قولهم: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا} لقال: كذلك كذَب الذين من قبلهم (?) بتخفيف الذال، فكان ينسبهم إلى الكذب لا إلى التكذيب.
وقال الحسين بن الفضل: لو أخبروا بهذِه المقالة تعظيمًا وإجلالاً لله تعالى (?) ومحرفة منهم به، لما عابهم ذلك؛ لأن الله تعالى (?). قال: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} (?) وقال: {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (?) وقال: {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (?) والمؤمنون يقولون هذا، ولكنَّهم قالوا ذلك تكذيبًا وتخرصًا وجدلاً، من غير معرفة بالله وبما يقولون (?).
نظيره قوله -عز وجل-: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} قال الله