التكثير، مرة بعد مرة، كقوله -عز وجل-: {وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} (?).
وقرأ الباقون بالتخفيف، لقوله {أَنْزِلْ عَلَيْنَا}.
{فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ} أي: بعد نزول المائدة {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} يعني: عالمي زمانه، فجحد القوم، وكفروا بعد نزول المائدة، فمسخوا قردة وخنازير.
قال عبد الله بن عمرو: إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المنافقون، ومن كفر من أصحاب المائدة، وآل فرعون (?).
واختلف العلماء في المائدة هل نزلت عليهم أم لا؟ فقال مجاهد: ما نزلت المائدة، وهذا مثل ضرب (?).
وقال الحسن: والله ما نزلت المائدة، إن القوم لما سمعوا الشرط، وقيل لهم {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} استعفوا، وقالوا: لا نريدها، ولا حاجة لنا فيها، فلم تنزل (?).
والصواب أنها نزلت لقوله -عز وجل-: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} ولا يقع في