173

أن يكون عبدًا لله"، قالوا: بلى، فنزل {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ} (?) لن يأنف، ولن يتعظَّم، ولن يحتشم، وأصله الأنفة، والتجنُّب (?)، وأصله من قولهم: نكفْت الدمع، إذا نحيته بأصبعك، قال الشاعر:

فبانوا فلولا ما تذكّر منهم ... من الخلف لم يُنْكَفْ لعينك مَدمعُ (?)

{أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} وهم حملة العرش، لا يأنفون أن يكونوا عبيدًا لله، لأنَّ من الكفار من اتخذ الملائكة آلهة، فلذلك ذكرهم، ثم أوعدهم فقال: {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} المستكبر، والمقر.

173 - {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}

من التضعيف ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، {وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا} عن عبادته، {وَاسْتَكْبَرُوا} عن السجود له، {فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}.

ثم قال لك: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015