{وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} في الرحم، فأقيموها عليهم لله، ولا تحابوا غنيًا لغناه، ولا ترحموا فقيرًا لفقره، فذلك قوله: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا} منكم، وهو يتولى ذلك منهم، {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا} أي: أن تتركوا الحق، وتجوروا.
قال الفراء: ويقال (?) معناه: لا تتبعوا الهوى لتعدلوا، كما تقول: لا تتبعنَّ هواك لترضي ربك، أي: أنهاك عن هذا، كيما يرضى ربك.
ويقال: {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى} (?) فرارًا من إقامة الشهادة (?).
{وَإِنْ تَلْوُوا} باللسان، فتحرفوا الشهادة، لتبطلوا الحق، {أَوْ تُعْرِضُوا} عنها، فتكتمونها، ولا تقيمونها عند الحكام (?)، {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ} من إقامتها، وكتمانها {خَبِيرًا}.
ويقال: معناه {وَإِنْ تَلْوُوا} أي: تدافعوا في إقامة الشهادة، يقال: لويته حقه، أي: دافعته، ومطلته (?).
وقال ابن عباس: هذه الآية في القاضي، وليه شدقه وإعراضه عن أحد الخصمين (?).