إلا إلى الله، مخلصًا في ذلك، قال الله تعالى: {أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} (?)، لأن معنى الخليل في اللغة قد قيل: هو الفقير، قال زهير يمدح هوم بن سنان (?):

وإن أتاه خليلٌ يوم مسألةٍ ... يقول لا غائبٌ مالي ولا حَرَمُ

(أي: ولا ممنوع) (?)، والخُلة: الصداقة، والخَلة: الحاجة، فإذا جعلنا اشتقاق الخليل من الخَلة فهو: الاختلال الذي يلحق الإنسان فيما يحتاج إليه، كان جعلناها من الخُلة فهو: أصل الصداقة، فمعناها جميعًا واحد، لأن كل واحد منهما يسد خلل صاحبه في المودة والحاجة إليه، والخلل كل فرجة تقع في شيء، والخلال الذي يتخلل به، وإنما سمي خلال لأنه يتتبع به الخلل بين الأسنان، والخِلُّ الطريق في الرمل، معناه: أنه انفرجت فيه فرجة فصارت طريقا في الأرض، والخَل الذي يؤكل، إنما سمي خلا لأنه اختل منه طعم الحلاوة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015