أخذها، وماله بها من علم، فقال أصحاب الدرع: بلى والله، لقد أدلج علينا، فأخذها وطلبنا أثره حتَّى دخل داره، فرأينا أثر الدقيق منتثرًا، فلما أن حلف، تركوه، واتبعوا أثر الدقيق، حتَّى انتهوا إلى منزل اليهودي، فأخذوه، فقال اليهودي: دفعها إلى طعمة بن أبيرق. وشهد له ناس من اليهود على ذلك، فقالت بنو ظفر، وهم قوم طعمة: انطلقوا بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنكلمه في صاحبنا فيعذره ونجادل عنه، فإن صاحبنا بريء معذور، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكلموه في ذلك، وسألوه أن يجادل عن صاحبهم، وقالوا: إنك إن لم تفعل هلك صاحبنا وافتضح، وبرئ اليهودي، فهمَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل وأن يعاقب اليهودي، فأنزل الله تعالى يعاتبه: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} (?) الآيات كلها.