وقال ابن عباس: {فَضْلُ اللَّهِ} الإسلام {وَرَحْمَتُهُ}: القرآن {لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} يعني بالقليل: الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى (?).
وعلى هذا القول يكون قوله: {إِلَّا قَلِيلًا} مستثنى من قوله {لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ}.
وقال بعضهم: في الآية تقديم وتأخير، معناه: لعلمه الذين يستنبطونه إلا قليلا (?).
وقال بعضهم: معناه: أذاعوا به، إلا قليلًا لم يذع، ولم يفش، وهكذا قال الكلبي، واختار الفراء أيضًا هذا القول، قال: لأن علم السرايا إذا ظهر علمه المستنبط وغيره، والإذاعة قد تكون في بعض دون بعض، فلذلك أستحسنت الاستثناء من الإذاعة (?).
وفي هذه الآية دليل على وجوب القول بالاجتهاد، عند عدم النص، قال الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} فالعلم محيط أن الاستنباط ليس بتلاوة