الحب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم، وقد تغير لونه، ونحل جسمه، ويعرف الحزن في وجهه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ثوبان، ما غير لونك؟ " فقال: يا رسول الله، ما بي من مرض، ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، فأخاف أني لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين، وإني إن أدخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فذلك حين لا أراك أبدا. فأنزل الله -عز وجل- هذه الآية (?)، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأبويه، وأهله، وولده، والناس أجمعين" (?).