ومصداق ذلك في كتاب الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} الآية، وإن كان عبدًا شقيًا، قالت الملائكة: إلهنا، فنيت حسناته، وبقيت سيئاته، وبقي طالبون كثير. فيقول الله عز وجل: خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته، ثم صكوا له صكًا إلى النَّار (?).
فمعنى الآية على هذا، التأويل: أن الله لا يظلم مثقال ذرة للخصم على الخصم بأن يأخذ له منه، ولا يظلم مثقال ذرة تبقى للخصم، بل يثيبه عليها، ويضعفها له، فذلك قوله عز وجل: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}، قراءة العامة: {حَسَنَةً} بالنصب، على معنى: وإن تك زنة الذرة حسنة، وقرأها أهل الحجاز (?) رفعًا، بمعنى: وإن تقع حسنة، أو إن توجد حسنة.
قال المبرد: معناه: وإن تك حسنة باقية يضاعفها.
وقرأ الحسن: (نضاعفها) بالنُّون (?)، الباقون بالياء، وهو الصحيح