عائشة، هل لك أن تأذني في الليلة في عبادة ربي -عز وجل-؟ " فقلت: والله يا رسول الله إني لأحب قربك، وأحب هواك، وقد أذنت لك، فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ، ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي فقرأ من القرآن، وجعل يبكي حتى بلغ الدموع حقويه (?)، ثم جلس، فحمد الله وأثنى عليه، وجعل يبكي حتى بلغ الدموع حجره، ثم رفع يديه، وجعل يبكي حتى رأيت دموعه وقد بلت الأرض، فأتاه بلال يؤذنه لصلاة الغداة، فرآه يبكي فقال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ ! .

فقال: "يا بلال، أفلا أكون عبدًا شكورا؟ " ثم قال: "وما لا أبكي، وقد أنزل الله -عز وجل- عليَّ في هذِه الليلة: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)} إلى آخرها، ثم قال: "ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015