ثم قال تعالى على وجه التعجبّ:
101 - {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ}
يعني: ولم تكفرون؟ ! {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ} يعني: القرآن، {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} محمد - صلى الله عليه وسلم -.
قال قتادة: في هذِه الآية علمان بيّنان: كتاب الله ونبيّ الله، فأما نبي الله فقد مضى، وأما كتاب الله فأبقاه الله تعالى بين أظهركم؛ رحمة منه ونعمة، فيه حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته (?).
{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} أي: يمتنع بالله، ويتمسك بدينه وطاعته، {فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} طريق واحد.
قال ابن جريج: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} أي: يؤمن بالله (?)، وأصل العصم والعصمة: المنع، فكل مانع شيئًا فهو عاصم، قال الفرزدق:
أنا ابن العاصمين بني تميم ... إذا ما (أعظم الحدثان نابا) (?) (?)