جميعه بالتفصيل والتبيين، وقال (عز وجل) (?): {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (?) ولا يجوز أن يبيّن ما لم يُعلم، وإذا جاز أن يعرفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} جاز أن يعرفه الربَّانيون من أصحابه.
وقال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} (?) ولا يأمرنا (?) باتباع ما لم يعلم؛ ولأنه لو لم يكن للراسخين في العلم به حظ، لم يكن لهم على المتعلمين والجهَّال فضل؛ لأنهم -أيضًا- يقولون: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} ولأنَّا لم نر المفسرين إلى هذِه الغاية توقفوا عن شيء في تفسير القرآن، وقالوا: هذا متشابه لا يعلمه إلَّا الله، بل أمرُّوه كله، وفسَّروه، حتى حروف التهجّي، وغيرها (?).
وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول، في هذِه الآية: أنا من الراسخين في العلم. وقرأ مجاهد هذِه (?) الآية، وقال: أنا ممن يعلم تأويله (?).