السامانية، وخطب للقادر بالله سنة (389 هـ) وجعل أخاه نصراً قائداً لجند نيسابور، وسار هو إلى بلخ، فاتخذها دار ملك له، واتفق أصحاب الأطراف على طاعته (?).
وكان محمود هذا من أعظم ملوكهم، وأكثرهم فتوحاً، وأشدهم بطشاً بأعدائه، حتى ألقى بزعماء السلاجقة في غياهب السجون، وفي عهده توسعت الدولة الغزنوية خارج بلاد غزنة، فقد ضم بلاد الغور، ثم أدخل جزءاً عظيماً من بلاد الهند تحت سلطانه، وأسلم على يديه أكثر ملوك الهند، ومن الجهة الأخرى ضُمَّت إليه خراسان والري والجبال، ودانت له ملوك طبرستان وجرجان، ولم يزل في عزه وسلطانه، إلى أن أدركته الوفاة سنة (421 هـ).
وبعد وفاة هذا القائد العظيم دبَّ النزاع بين ولديه محمد، ومسعود، مما شجع السلاجقة على تجميع صفوفهم، وإعادة كرتهم في محاولة الاستيلاء على خراسان، حتى تمكنوا من ذلك سنة (429 هـ) وأعلنوا قيام دولتهم (?).
وقد عاصر أبو إسحاق الثعلبي الغزنويين، وهم في أوج قوتهم، وكانت نيسابور موطن الثعلبي تنعم بحكم محمود الغزنوي في استقرار سياسي، وأمن داخلي، وقوة دينية، مما كان له الأثر