وقال الكلبي: يعني متوسطة. أي: أهل (?) دين وسط بين الغلو والتقصير؛ لأنهما مذمومان في الدين (?).
قال ثعلب: يقال: جلس وسط القوم ووسط الدار؛ وكذلك فيما يحتمل البينونة؛ واحتجم وسط رأسه (?) بالفتح (?)، وكذلك فيما لا يحتمل البينونة.
نزلت هذِه الآية في مرحب وربيع وأصحابهما من رؤساء اليهود، قالوا لمعاذ بن جبل: ما ترك محمَّد قبلتنا إلا حسدًا، وإن قبلتنا قبلة الأنبياء، ولقد علم محمَّد أنا عدْلٌ بين الناس، فقال معاذ: إنَّا على حق وعدل، فأنزل الله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (?). أي: وهكذا، وقيل: الكاف فيه للتشبيه، تقديره: وكما اخترنا إبراهيم وذريته واصطفيناهم كذلك جعلناكم أمَّةً وَسَطَا مردودة على قوله {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا} الآية.