فأجاب الله عز وجل دعاءهما وبعث جبريل عليه السلام فأراهما المناسك في يوم عرفة، فلما بلغ عرفات قال: يا إبراهيم (?)، عرفت؟ قال: نعم. فسمي الوقت عرفة والموضع عرفات (?). {وَتُبْ عَلَيْنَا} أي تجاوز عنا وارجع إلينا بالرأفة والرحمة {إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ} أي المتجاوز الرجاع بالرحمة على عباده {الرَّحِيمُ}.
129 - قوله -عز وجل-: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ}
أي في الأمَّةِ المسلمة (?) من ذرية إبراهيم وإسماعيل، وقيل: في أهل مكة (?) {رَسُولًا مِنْهُمْ} أي مرسلًا، وهو فعول من الرسالة.
قال ابن الأنباري: يشبه أن يكون أصله قولهم ناقةٌ مِرْسَال ورسْلَةٌ إذا كانت سهلةَ السير ماضيةً أمام النوق، ويقال للجماعة المهملة المرسلة رَسَلٌ، وجمعه أرْسَال، ويقال جاء القوم أرْسَالًا أي بعضهم في إثر بعض، ومنه قيل للَّبن رِسلٌ لأنه يُرْسلُ من الشرع (?).