ولذلك ذكر العلماء رحمهم الله أنَّ أفضل طرق التفسير وأصحها: تفسير القرآن بالقرآن.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإنْ قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب أنَّ أصح الطرق في ذلك: أن يُفسَّر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنَّه قد فُسِّر في موضع آخر، وما أختصر في مكان بسط في موضع آخر (?).
إنَّ الناظر في تفسير "الكشف والبيان" للثعلبي يدرك لأول وهلة الاهتمام الشديد، والعناية الفائقة من الثعلبي بتفسير القرآن بالقرآن، في مواضع كثيرة من تفسيره. ولا غرابة في ذلك، فالثعلبي رحمه الله قد ركَّز في تفسيره على جانب المأثور، حتى حوى هذا التفسير رصيدًا هائلًا من مأثور التفسير، ويأتي تفسير القرآن بالقرآن في مقدمة التفسير بالمأثور.
مثال ذلك: عند قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7]. قال: يعني طريق الذين مننتَ عليهم بالتوفيق والرعاية والتوحيد والهداية، وهم الأنبياء والمؤمنون الذين ذكرهم الله تعالى