منك، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلناه، وأمرتنا بالحج فقبلناه، ثم لم ترض بهذا حتَّى رفعت بضبعي (?) ابن عمك ففضلته علينا، وقلت: "من كنت مولاه فعلي مولاه" فهذا شيء منك أم من الله تعالى؟ فقال: "والله الَّذي لا إله إلا هو إن هذا من الله"، فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} فما وصل إليها حتَّى رماه الله بحجر، فسقط على هامته (?) وخرج من دبره فقتله؛ وأنزل الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)} (?).