ومعناه: أنه مالكها، ومدبرها، والقائم عليها (?)، كما يقال: فلان على العراق والحجاز، وفلان على خراسان، وسجستان (?)، يعنون: أنه واليها وأميرها.
واعلم أن الآيات والأخبار الصحاح في هذا الباب كثيرة، وكُلُّها إلى العلو مشيرة، ولا يدفعها إلا ملحد جاحد، أو جاهل معاند.
والمراد بها -والله أعلم- توقيره وتعظيمه، وتنزيهه عن السفل والتحت، ووصفه بالعلو والعظمة، دون أن يكون موصوفًا بالأماكن والجهات، والحدود والحالات، لأنها صفات الأجسام، وأمارات الحدث، والله - عز وجل - كان ولا مكان فخلق الأمكنة غير محتاج إليها، وهو على ما لم يزل عليه.
ألا ترى أن الناس يرفعون أيديهم في حال الدعاء إلى السماء، مع إحاطة علمه وقدرته ومملكته بالأرض وغيرها، أحاطته بالسماء، إلا أن السماء مهبط الوحي، ومنزل القطر، ومحلَّ القدس، ومعدن المطهرين المقربين من ملائكته، وإليها ترفع أعمال عباده، وفوقها عرشه وجنته، وبالله التوفيق (?).