فيما أفاء الله -عز وجل- على رسوله من أموال بني النضير، فقال القوم: اقضِ بينهما يا أمير المؤمنين وأرح كل واحد منهما من صاحبه، فقد طالت خصومتهما، فقال: أنشدكم بالله الذي تقوم السماء والأرض بأمره (?)، أتعلمون أن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - قال: "لا نورث ما تركنا صدقه". قالوا: قد قال ذلك. قال لهما: أتعلمان أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك؟ قالا: نعم قال: فأنا أخبركم بهذا الفيء، إنَّ الله تعالى خصَّ نبيَّه بشيء (?) لم يعطه غيره فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} فكانت هذِه لرسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - خاصَّة، فوالله ما اختارها دونكم ولا استأثر بها عليكم، ولقد قسمها عليكم حتَّى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - ينفق على أهله سنتهم ثم يجعل ما بقي في مال الله -عز وجل- (?).