وأبو جعفر (يخربّون) بالتشديد من التخريب (?).
قال أبو عمرو: إنَّما اخترت التشديد، لأنَّ الإخراب ترك الشيء خرابًا بغير ساكن، وإن بني النضير لم يتركوا منازلهم خرابًا فيرتحلوا عنها، ولكن خرَّبوها بالنقض والهدم (?).
يؤيده قوله -عز وجل-: {بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} وقال الآخرون: التخريب والإخراب بمعنى واحد، واختار أبو عبيد وأبو حاتم الأولى (?).
وقال الزُّهريّ: وذلك أنَّهم لما صالحهم النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - على أنَّ لهم ما أقلت الإبل، كانوا ينظرون الخشبة في منازلهم مما يستحسنونه أو العمود أو الباب، فيهدمون بيوتهم وينزعونها منها، ويحملون ذلك على إبلهم ويخرب المؤمنون باقيها (?).